ظهر تقرير المركز التكنولوجي لتأمين المعلومات بولاية جورجيا عن حالة تأمين الحاسبات والمعلومات عام2009 أن الفيروسات والبرامج الضارة هي الخطر الأول الذي يواجهه مستخدمي الحاسبات ولكنه ليس التهديد الوحيد. هناك مخاطر أخري تهدد مستخدمي شبكة الإنترنت والحاسبات من أهمها الحاسبات الهجومية, وهي الحاسبات التي تستخدم في الهجمات الإلكترونية علي مراكز المعلومات ومواقع الإنترنت دون أن يدري أصحابها أن حاسباتهم تشارك في هذه الهجمات دون علمهم. هذا النوع من التهديدات يسميBotnets ووضعها كان سيئا في عام2008 نظرا لزيادة الهجمات الإلكترونية من هذا النوع
ومن المتوقع أن تزداد هذه التهديدات سوءا عام.2009 الخبراء الذين قاموا بإعداد التقرير يفجرون مفاجأة مدوية وهي أن10 بالمائة من الحاسبات المتصلة بشبكة الإنترنت في العالم قد قامت بالمشاركة في هجمات إلكترونية علي حاسبات إلكترونية تستضيف مواقع الإنترنت خلال عام2008 وهذا الرقم يقدر بعشرات الملايين. طريقة استخدام هذه الحاسبات في الهجمات الإلكترونية تعتمد علي إرسال برامج صغيرة تصيب الحاسبات حيث تقوم بالسماح للحاسب الذي يستخدمه مصمم هذه البرامج في التحكم عن بعد في الحاسبات المصابة
وبالتالي يقوم مطورها باستخدام الحاسبات في شن هجمات علي مواقع الإنترنت دون أن يدري مالك الحاسب أن حاسبه يشارك في هجمات الهدف منها تعطيل مواقع الإنترنت عن العمل أو إلحاق مشاكل جسيمة بها, ويتوقع الخبراء أن تصبح نسبة الحاسبات التي ستشارك في الهجمات الإلكترونية عام2009 حوالي15 بالمائة من أجمالي الحاسبات المتصلة بشبكة الإنترنت.
عندما نقارن الحاسبات الهجومية بالفيروسات وبرامج التجسس نجد أن الحاسبات الهجومية هي أكثر التهديدات سرعة من الانتشار. المشكلة أن البرامج التي تصيب الحاسبات الهجومية يمكن أن تصل إليها بمجرد الدخول علي بعض مواقع الإنترنت المصابة أو التي يتم إنشائها خصيصا لهذا الغرض. تستخدم هذه البرامج نفس الطريقة والبروتوكولات العادية التي تستخدمها صفحات الإنترنت وبذلك تصيب حاسبات زوار هذه المواقع دون أن تمنعها برامج التأمين( مثل برامج حائط النارFirewall) لأنها لن تشعر بها.
كما يمكن أن تصل هذه البرامج الضارة من خلال البريد الإلكتروني أو الرسائل السريعة. أصحاب الحاسبات المصابة بالبرامج الهجومية لا يشعرون بأي أعراض علي حاسباتهم نتيجة الإصابة أو نتيجة لاشتراك حاسباتهم في الهجوم علي حاسبات أخري أو مواقع للإنترنت كما لا تشعر بها أيضا برامج مقاومة الفيروسات وبرامج التأمين الأخري. تتكرر مشاركة الحاسب الواحد في الهجمات مرة بعد أخري علي مواقع مختلفة حيث أن البرامج التي تستخدم في الهجوم لديها القدرة علي التحديث من موقع المطور الذي صممها لكي تتلقي أوامر بتحويل الهجوم من موقع إلي موقع آخر.
يستطيع مطورو هذه البرامج أن يسيطروا علي ملايين من الحاسبات التي تدخل علي أحد مواقع الإنترنت في وقت واحد فتسبب في انهيار هذا الموقع لفترة من الوقت حتي يتمكن الخبراء من إعادته للعمل مرة ثانية. كما يمكن لهجوم ملايين الحاسبات علي أحد المواقع في اقتحام قواعد البيانات لسرقة بيانات هامة مثل أرقام بطاقات الائتمان أن أسماء وعناوين العملاء وغيرها من المعلومات الهامة. تقرر الخبراء يقول أنه في الربع الثاني من عام2008 قام عشرة ملايين حاسب بنشر مليارات الرسائل الإلكترونية المزعجة علي مستخدمي شبكة الإنترنت يوميا.
يمكن تتبع الحاسب الذي يتحكم في الحاسبات الهجومية وقد تم ذلك بالفعل وثبت أن معظمها توجد في الصين, وإلي الأسبوع المقبل.